chris-liverani-552652-unsplash

قراءة الدراسات والأبحاث من الناحية الإحصائية

فيه حاجات كده لازم الواحد يفكر فيها يتكلم عن نظرية علمية أو فرضية أو دراسة او بحث، هل الفرضية دي بتثبت عدم صحة حاجة معينة؟ طب أيه هي؟ هل حاجة معينة بتثبت عدم صحة الفرضية دي؟ أيه هي؟ عشان نعرف لازم نختبر الفرضية دي على الواقع.

قلت كذا مرة و وضحت في الجزء الأول والتاني.


أن أي حد ممكن يجيب اي دراسة عشان يثبت أي حاجة و أن المغفلين كتير 😀
للأسف فيه جهل بحاجات كتير بيكون موجود عند الناس حتى اللي بتحاول تقرا الدراسات العلمية بسطحية شديدة، فيه عوامل كتير لازم ناخد بالنا منها زي قوة الدليل في الدراسة أو عدد النماذج اللي فيها لأن كل ما زاد العدد زادت الدقة، أو نوعهم لأن الدراسات اللي بتتعمل عالفيران مش لازم تتطبق عالإنسان زي مانا قلت قبل كده، فيه حاجات بقى كتير غير دي

الدراسات بتتفرع لأنواع كتير ليها كذا منهجية منها الRandomization أو العشوائية في اختيار النماذج اللي هتتعمل عليها الدراسة والمجموعة اللي هيدخلوها ( و الجزء بتاع المجموعة ده موضوع تاني الكلام فيه هيدخلنا في تفرعات أكتر 😀 ) و ساعتها الدراسة بيبقى أسمها RCT أو Randomized Controlled Clinical Trials وهو ده المفتاح لموثوقية أي دراسة.

زي دراسة في 2017 قدرت تدينا نتائج واقعية على أن leucine أكتر مش معناه عضلات أكتر، و ده انا اتكلمت فيه كذا مرة قبل كده.

فيه بقى الدراسات الإحصائية أو الEpidemiology Studies و دي بتشتغل على حاجة أسمها Case-Control Study أو دراسة حالة الشاهد، بمعنى أن الحالة المصابة بمرض معين هي Case والشاهد هو الControl أو الشخص السليم و من خلال الRetrospective أو دراسة عامل الزمن بيشوفوا احتمالية تعرض المجموعتين لحاجة معينة عشان يعرفوا سبب المرض و فيه مثال لدراسة مش دقيقة بتقول أن الطفل المصاب بالتوحد ممكن يتعالج لوحده مع التقدم في السن ( متابعوش حالة الطفل بعد تشخيصه يعني ولا بصوا للعوامل المختلفة ) .

بعدين عندنا الدراسة الحشدية أو الCohort Study و هي عكس الCase-Control Study و بيدرسوا فيها مجموعتين الأولى معرضة لخطر محتمل ( مرض مثلا ) والتانية مفيش احتمالية أنها تتعرض للخطر ده، وبعدين العلماء بيتابعوا مع الزمن عشان يعرفوا الناس اللي جالهم المرض ده ( حاجة أسمها Prospective لو هنتكلم في مصطلحات ).

خلينا نقول مثال: دراسة مش دقيقة نهائيًا بتقول أن البيبسي الدايت بتسبب زيادة الوزن، واعتمدوا فيها على معرفة العادات الغذائية للنماذج اللي بيتعمل عليها الدراسة و حاجات زي مقاسات الجسم والوزن ومتابعتها فترة طويلة ، فاستنتجوا سبب زيادة الوزن من غير ما يدرسوا الميكانيزم واللي ممكن يخلي حد وزنه يزيد لمجرد أنه شرب بيبسي دايت مثلا

مثال 2 : الدراسات اللي بتقول أن استهلاك الدهون مرتبط أكتر من الكارب بزيادة الوزن بمعنى أن الكيتودايت مثلا مش حلو ( بغض النظر عن رأيي فيه )

مثال 3 : فيه prospective epidemiologic studies كتير لقت أن القهوة بتقلل خطر الإصابة بمرض السكر و بتحسن الإنسولين، الدراسات دي بردو مش دقيقة ولا أقوى حاجة ممكن نرجعلها ( رغم أني مقتنع بفوائد كتير للقهوة ).

مثال 4 : لحد دلوقتي بلاقي ناس بتجيبلي epidemiological studies عشان تثبت أن تقسيم الأكل على وجبات كتير مفيد أكتر، والموضوع ده اتكلمت عنه بالمناسبة.

مثال 5 : النباتيين ممكن ييجوا بepidemiological studies عشان يجيبوا دليل أن البروتين من مصدر حيواني بيسبب مشاكل و كسور في العظام، و ده أنا شفته فعلا وكانت دراسة من 2001 😀

مثال 6 : فيه دراسة بتقول أن صفار البيض ممكن يبقى أخطر من السجاير، مظنش أنا محتاج اعلق على دي 😀

مثال 7 : فيه دراسة جديدة من النوع ده بتقول أن الأكل قبل النوم بيسبب زيادة الوزن ( أيوة لازم تعرف أن مش ضروري تبقى الدراسات الجديدة أحسن من القديمة )

مثال 8 : فيه دراسة بتقول أن أوميجا 3 بيحمي من سرطان الأمعاء، و دي مش دقيقة بردو رغم أن أوميجا 3 مهم طبعا من نواحي تانية.

و دي كلها أسمها الدراسات الرقابية أو الObservational Studies و فيه منها أنواع تانية زي الCase Report و بيدرسوا فيها وصف لحالة مريض جاله مرض جديد مظهرش قبل كده والCross Sectional Study اللي بيعرفوا منها نسبة أنتشار المرض والCase Series اللي بيدرسوا فيها الحاجات المشتركة بين المرضى المصابين بالحالة دي و كلها دراسات مختلفة عن الدراسات التجريبية اللي هي موضوع تاني مختلف.

ليه احنا بنشوف دراسات كتير من النوع ده طالما هي مش دقيقة؟ ده مش موضوعنا دلوقتي، أهم حاجة خلي المعلومات اللي فاتت في دماغك عشان هنحتاجها لسة.

دي كانت مقدمة بسيطة قبل ما أتكلم عن الRandomization و هي النوع التجريبي من الدراسات العلمية أو Experimental Studies أو Clinical Trials و هي دي أقوى حاجة موجودة حاليا أو الGold Standard

ايه بقى حكاية الدراسات دي؟

زي ما قلت هي بتعتمد عالعشوائية في اختيار النماذج و بيبقى فيه مجموعة Treatment و دي اللي بيتجرب عليهم ادوية أو مكملات معينة عشان يعرفوا مدى فاعليتها و مجموعة تانية Control بتاخد حاجة وهمية ( تغفيل يعني ) و الحاجة اللي بياخدوها بيبقى اسمها في الحالة دي placebo و بعدين بتبقى المتابعة Prospective بمعنى أن الباحثين بيقيموا النتيجة بمرور الزمن.

عندنا بردو حاجة اسمها Double Blinding و دي بيكون فيها اقصى عشوائية ممكنة يعني حتى الباحثين اللي شغالين في الدراسة معندهومش فكرة النماذج اللي بيتعمل عليها الدراسة دي تبع الTreatment ولا الControl و ساعتها بنقول على الدراسة دي DB-RCT

فيه إشكالية مهمة دلوقتي، أزاي بنقيس الأدلة والبراهين؟
الموضوع ده غريب لدرجة أن قليلين اللي يعرفوا انه غريب أصلا، فيه طريقة قياسية بتتقاس بيها الاستنتاجات بشكل إحصائي أسمها P-value وهي قيمة احتمالية بمعنى انك لو عملت تجربة و كانت النتيجة مقبولة و رجعت عملتها تاني و وصلت لنفس النتيجة المقبولة هيتكون عندك قناعة انك وصلت لنتيجة افضل لأنك عملت تجربتين بدل تجربة واحدة فالقيمة بتبقى 5% أو 0.05 غالبا و فيه مستويات دلالة تانية زي 0.01 و ده موضوع لوحده، لو أقل من 5% يبقى احتمال أن حاجة زي دي تحصل عشوائي و انها حصلت صدفة او بتحصل لحالات نادرة ( فروق الچينات مثلا ) او أنها حاجة ممكن متحصلش أصلا، و فيه رقم معين بنقول عنده أن الفرق مهم “statistically significant” وبنعرف نقسم منه فاعلية التمارين او الأدوية أو المكملات او أي حاجة، لكن لو النتيجة في التجربة التانية مكانتش زي الأولى فالقيمة الاحتمالية هتبقى أقل لكن في الحالتين هتحس أن الدليل قوي، انا عارف انك تهت و أن الكلام شكله طلاسم بس كمل قراية طالما بدأت و وصلت لحد هنا معلش 😀

معلش ارجع تاني للasterisks و بص على عددهم و بص للسطر الجاي كده و قولي فهمت أيه من الجزئية دي
*p < 0.05, **p < 0.01, and ***p < 0.001
فهمت؟ لو مفهمتش مش مهم كمل المقال وخلاص 😀

زي مانا قلت، العشوائية من أهم أدوات البحث العلمي عشان تبقى الفرضية قابلة للاختبار، و عشان نقلل المغالطات المنطقية، و عشان نبعد عن الCognitive bias او الانحياز سواء كانت غلطة مش مقصودة أو بهدف خدمة مصالح شخصية بهدف النصب مش أكتر.

لازم تبقى النتائج والملاحظات بتاعت الدراسة statistical يعني رسومات إحصائية مثلا، و ناس كتير شفتها بتتكلم في الدراسات و هي مش فاهمة الحاجات دي أصلا ولا بتبص عليها حتى 😀

يعني كمثال فيه وسيلة زي الHistogram للتعبير عن المتغيرات الرقمية، زي الصورة اللي دي من دراسة بتقارن بين الواي بروتين و حاجة أسمها Fish Peptide Hydrolysate



الHistogram ده بيوضح المؤشرات بتاعت الدم والCCK او الكوليسيستوكينين ( هرمون بيهضم البروتين والدهون في الأمعاء الدقيقة ) والGLP-1 ( مرتبط بالجلوكوز و امتصاص السكر )، الasterisks أو النجوم اللي فوق الbars دي بتقول أن الفرق في الCCK والGLP-1
بلاش نخش في تفاصيل الدراسة عشان كده هنطلع برا الموضوع 😀

لما نتكلم عن الفروق بين الراجل والست من ناحية الأكل أو التمرين بيبقى دي حاجة أسمها Nominal variables.

نرجع للموضوع الرئيسي، العشوائية بتبعدنا عن الconfounders بمعنى أن حاجة تحصل و منعرفش نفسر سببها أو نرجع سببها لحاجة تانية غير السبب الحقيقي ( راجع الجزء الأول عن الكرياتين كاينيز CK والجزء التاني عن الPSA )، يعني عندك مثلا دراسة بتقول أن الناس اللي بيشربوا قهوة كتير بيبقى عندهم ميول أكبر للتدخين و شرب الكحوليات.
هل القهوة لوحدها هي السبب؟ هل فيه اسباب تانية؟ هل القهوة سبب أصلا؟ وهنا بييجي دور الstatistics و بندرس العوامل اللي بتسبب أي حاجة والعلاقة بين العامل والنتيجة بحاجة أسمها Logistic Regression ونكمل الباقي في مرة تانية عشان مش عايز أخلي الموضوع طويل 😀

  • References:
  • 1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/25780952
  • 2. Diabetes Care. 1996 Oct;19(10):1142-52.
  • High-fat and high-carbohydrate diets and energy balance.
  • 3. Greenberg JA et. al. Coffee, diabetes, and weight control. Am J Clin Nutr. (2006) 84(4):682-93.
  • 4. Dawson-Hughes B. Calcium and protein in bone health. Proc Nutr Soc. (2003) 62(2): 505-9.
  • 5. https://www.sciencedaily.com/rel…/2012/08/120813155640.htm
  • 6. http://m.ajcn.nutrition.org/…/2017/09/06/ajcn.117.161588
  • 7. Mingyang Song, Xuehong Zhang, Jeffrey A Meyerhardt, Edward L Giovannucci, Shuji Ogino, Charles S Fuchs, Andrew T Chan. Marine ω-3 polyunsaturated fatty acid intake and survival after colorectal cancer diagnosis. Gut, 2016; gutjnl-2016-311990 DOI: 10.1136/gutjnl-2016-311990
  • 8. https://www.hsph.harvard.edu/…/diet-in-the-news-what…/
  • 9. Strong Inference by John R. Platt
  • 10. Being Wrong by Kathryn Schulz
  • 11. Hamarsland, Håvard, et al. “Native whey induces higher and faster leucinemia than other whey protein supplements and milk: a randomized controlled trial.” BMC Nutrition 3.1 (2017a): 10.
  • 12. Hamarsland, H. et al. “Native whey protein with high levels of leucine results in similar post-exercise muscular anabolic responses as regular whey protein: a randomized controlled trial.” Journal of the International Society of Sports Nutrition (2017b) 14:43.
  • 13. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/m/pubmed/24425715/
  • 14. Brooks G (Editor). Perspectives on the Academic Discipline of Physical Education. Champaign, IL: Human Kinetics, 1981.
  • 15. Day R. How to Write and Publish a Scientific Paper. Philadelphia: ISI Press, 1983: 158 (As quoted in Thomas J, Nelson J. Research Methods in Physical Activity, 1996).
  • 16. Hill A V. Trails and Trials in Physiology. 1965 (As quoted in Noakes T. Med Sci Sports Exerc 1998; 30: 1396).
  • 17. Thomas J, Nelson J. Research Methods in Physical Activity. Campaign, IL: Human Kinetics, 1996.
  • 18. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4017459/
  • 19. Duarte, Jairo, et al. “Immunomodulating capacity of commercial fish protein hydrolysate for diet supplementation.” Immunobiology 211.5 (2006): 341-350.
  • 20. Hatanaka, Akimasa, et al. “Isolation and identification of antihypertensive peptides from antarctic krill tail meat hydrolysate.” Journal of food science 74.4 (2009): H116-H120.
  • 21. Kim, Se-Kwon, Dai-Hung Ngo, and Thanh-Sang Vo. “Marine fish-derived bioactive peptides as potential antihypertensive agents.” Adv Food Nutr Res 65 (2012): 249-260.
  • 22. Li, Ying, et al. “Purification of a novel angiotensin I-converting enzyme (ACE) inhibitory peptide with an antihypertensive effect from loach (Misgurnus anguillicaudatus).” Journal of agricultural and food chemistry 60.5 (2012): 1320-1325.
  • 23. Li, Ying, et al. “Purification of a novel angiotensin I-converting enzyme (ACE) inhibitory peptide with an antihypertensive effect from loach (Misgurnus anguillicaudatus).” Journal of agricultural and food chemistry 60.5 (2012): 1320-1325.
  • 24. Marchbank, T., et al. “Clinical trial: protective effect of a commercial fish protein hydrolysate against indomethacin (NSAID)‐induced small intestinal injury.” Alimentary pharmacology & therapeutics 28.6 (2008): 799-804.
  • 25. Möller, Niels Peter, et al. “Bioactive peptides and proteins from foods: indication for health effects.” European journal of nutrition 47.4 (2008): 171-182.
  • 26. Nazeer, R. A., NS Sampath Kumar, and R. Jai Ganesh. “In vitro and in vivo studies on the antioxidant activity of fish peptide isolated from the croaker (Otolithes ruber) muscle protein hydrolysate.” Peptides 35.2 (2012): 261-268.
  • 27. Najafian, L., and Abd Salam Babji. “A review of fish-derived antioxidant and antimicrobial peptides: their production, assessment, and applications.” Peptides 33.1 (2012): 178-185.
  • 28. Ngo, Dai-Hung, et al. “Free radical scavenging and angiotensin-I converting enzyme inhibitory peptides from Pacific cod (Gadus macrocephalus) skin gelatin.” International journal of biological macromolecules 49.5 (2011): 1110-1116.
  • 29. https://www.sciencenews.org/…/top-10-scientific…
  • 30. Statistics Done Wrong: The Woefully Complete Guide by Alex Reinhart
  • 31. Mistakes Were Made (But Not by Me): Why We Justify Foolish Beliefs, Bad Decisions, and Hurtful Acts by Carol Tavris