إنها ليلة هادئة..هل أنت من هواة المشروبات الكحولية؟
كبداية لم يأت هذا المقال من خلفية دينية وهو علمي بحت لا يخضع لأي انحيازات فأرجو ممن يملكون تحفظات دينية ألا يأخدوا المقال على محمل سطحي.
كلاعبي كمال أجسام أو أشخاص يهتمون بصحتهم، فنحن نأكل بشكل سليم ونشرب كميات كبيرة من المياة. وبالطبع التمرين!
نبذل ما في وسعنا خلال الأسبوع لنصل إلى أفضل ما يمكن.لكن هناك من اعتادوا على الكحول ويشربون بكمية كبيرة في المناسبات والأعياد ونهايات الأسبوع، فكيف يقلل الكحول من زيادتك العضلية؟
-سعرات حرارية فارغة (Empty calories)
الكحول بكل بساطة عبارة عن سعرات حرارية خالية أو بمعنى آخر لا يحتوي على أي قيمة غذائية، ولكن به قيمة حرارية فالجرام يحتوي على 7 سعرات حرارية!
هل جربت أن تحسب مثلا كم استهلكت من الفودكا؟
بالنسبة للكثير ممن يحاولون خسارة دهون جسمهم عليهم نسيان ذلك إذا كانوا يشربون، فليست فقط السعرات الحرارية الفارغة والعالية هي التي تعوق خسارة دهونك.
فالكحول يبطئ من معدل الحرق بعرقلة دورة كربس التي إذا لم تؤد وظيفتها بشكل سليم لن يستطيع الجسم تكسير الدهون فيحاول جسمك بشدة أن يستوعب ذلك ويحرق الكحول فيتوقف حرق الدهون!
-الجفاف
إن استهلاك الكحول يؤذي عضلاتك وليس ذلك فقط بسبب صداع الكحول (Hangover) الذي يقلل من شدة تمرينك بل إن الحقيقة أن تخليق البروتين يقل بنسبة 20%..عشرون بالمائة؟!هناك أسباب متعددة لذلك وإحداها أن خلايا عضلاتك تصبح جافة، وجميعنا يدرك أهمية ترطيب العضلات أو الجسم بشكل عام (بالأخص من يتناولون مكملات الكرياتين).
لأن خلاياك لا تملك كمية كافية من المياه يصبح ذلك أصعب أن تقول ببناء عضلاتك، والسبب الآخر أن الكحول يمنع امتصاص العديد من العناصر الضرورية لراحة العضلات وانقباضها وتتضمن الكالسيوم والفسفور والحديد والبوتاسيوم والماغنسيوم!
-بطء تخليق البروتين
الكحول يبطئ من عملية تخليق البروتين وقد أردت أن أكرس الجزء الأكبر من المقال لهذا الجزء.
هل تعلم أن الكحول يقلل من التستوستيرون بجسمك ويرفع من معدلات الاستروجين؟
نعم فهي حقيقة للأسف وقد أكدتها الدراسات، لوحظ أن مستوى التستوستيرون يقل بنسبة 25% وتلك ملاحظة جديرة بالاهتمام حيث إن مستويات الكحول في الدم تناسبت عكسيًا مع التستوستيرون.حيث تحدث أرمطة للاندروجين (aromatization of androgens) وهذا ما يسبب التثدي (gynecomastia) لدي الرجال الذين يفرطون في الشرب أكثر من أي شئ آخر، وقد ذكرت الأمر في مقالي عن استخدام النيكوتين للتخسيس.
أثبتت الدراسات أيضًا أنه يقلل الانسولين و هرمون النمو (IGF-1) بنسبة 42% وهذا خطير جدا!)
كما أن الرغبة الجنسية ترتفع أثناء الشرب بصورة كبيرة، فلماذا يحدث ذلك؟
ما توصلت إليه أنه بسبب أن الكحول يقلل من معدلات التستوستيرون بشكل ملحوظ فيكون جسمك في حالة كفاح لإعادة هذه المعدلات كما هي بإطلاق كميات كبيرة من هرمون LH المنشط الذي تفرزه الغدة النخامية الأمامية وينظم إفراز التستوستيرون لدى الذكور والبروجسترون لدى الإناث، وللأسف الشديد يقوم الكحول بتقليل التستوستيرون في الخلية البينية (Leydig cell) وليس النخامية (pituitary cell) فبذلك لا يكون لهرمون LH تأثير في رفع التستوستيرون!
-ماذا يجب أن تفعل؟هناك بعض الحلول المقترحة التي يمكن القيام بها :
-
وجبة إفطار كبيرة: تناول في الصباح وجبة كبيرة غنية بالكالسيوم والفسفور والحديد فجسمك في حاجة لتلك العناصر التي انعدمت بسبب الشرب. - البروتين: تناول وجبة غنية بالبروتين قبل النوم سواء كانت من الطعام أو مشروب أو مكمل بروتين فهذا يساعد على كبح عمليات الهدم في جسمك.
ترك الماء بجانب سريرك: اترك على الأقل 2 لتر من المياه بجانب سريرك لتشربه عندما تكون في منزلك قبل النوم حتى يمنع ذلك صداع الكحول ويساعدك على إرواء عضلاتك.- مكمل Zma والجلوتامين: تناول قبل وجبة الإفطار ب45 دقيقة جرعة من Zma و 5-10 جرام من الجلوتامين.يقوم مكمل Zma برفع معدلات التستوستيرون طبيعيا والتي انخفضت في الليلة السابقة، و قد يساعد الجلوتامين على إيقاف الهدم (ليست معلومة أكيدة فالجلوتامين لا يفيد الشخص العادي في رأيي بالمناسبة).
يجب أن نواجه حقيقة الأمر فالكحول ممتع بالنسبة للعديد من الأشخاص لكنه كما أكدت يقلل من معدلات التستوستيرون و يعيق خسارة الوزن وتخليق البروتين ويقلل من شدة تمرينك وهذه أمور سلبية.. لكن هذا لا يعني التوقف عن الشرب بشكل نهائي فقط قم بذلك باعتدال مع إجراء الاحتياطات التي ذكرتها.